على مرأى نصب الحرية كان الشاب صلاح يحمل بيده علم العراق الحبيب ويهتف بأعلى صوته (كلا كلا للمفسدين في مجلس محافظة بغداد) وهو يتجول وسط زملائه المتظاهرين الذين انضموا اليه..
صلاح هو احد المتظاهرين الشباب المتجمعين في ساحة التحرير وسط بغداد والتي صار يطلق عليها ساحة الحرية وهو يواظب على المشاركة منذ جمعتين في التظاهرات الاحتجاجية ضد اداء مجلس محافظة بغداد .. ويرى صلاح بأن اهم مطالب المتظاهرين هو التصدي لفساد مجلس محافظة بغداد واطلاق الحريات العامة.. وهذه المطالب تندرج ضمن مطالب تقدم بها المتظاهرون من خلال الوفد الذي حضر الى ساحة التحرير ليتفاوض مع المتظاهرين الذين اصروا على التظاهر لحين تنفيذ مطالبهم باقالة محافظ بغداد ورئيس مجلسها، وجلب شخص من اهل بغداد يتمتع بالتكنوقراط بعيد عن التحزب والطائفية ليقود بغداد وليعود بها الى ماكانت عليه قبل دخول الزيدي وعبد الرزاق اللذان يريدان جعلها (قندهارية) بأمتياز!!
ويتذكر المواطن ابو امجد موقفا مؤلما وطريفا في ذات الوقت حينما قاده حظه العاثر في احد ايام العام الفائت الى مراجعة مجلس محافظة بغداد لانجاز معاملة رسمية، وفور دخوله لاحظ بأن جميع الموظفين كانت الخواتم الفضية تملاء اصابعهم السمر وكروشهم تهدلت الى الاسفل كالحوامل بفعل تاثير(الثريد والتشريب والباجة) ويقول ابو امجد الذي تجاوز العقد الرابع من عمره بان موظفي مجلس محافظة بغداد يقيمون المراجع ويبدون التسهيلات له على عدد (المحابس) التي يحملها، واذا كان غير ذلك فهو تعيس الحظ من دون شك..
فاجعة اخرى يفجرها ابو امجد فيقول عند دخولي الى احد اقسام المحافظة لانجاز معاملتي اخبرني احد الموظفين بأن اختم المعاملة من( السيد).. وعندما سألته عن المنصب الذي يشغله (السيد) غضب غضبا شديدا وصرخ بوجهي: انه موظف الواردة..الواردة ..الا تسمعني؟
فخرجت وانا العن الزمن الغابر الذي اوصل هؤلاء الطارئين على بغداد والذين غيروا العناوين الوظيفية الى القاب مقدسة بعيدون كل البعد عنها،لانها تمثل الشرف والايمان والرفعة..
عدت ادراجي مهزوما مكسور الوجدان.. وللحديث بقية...